languageFrançais

عز الدين سعيدان : هل يقبل اتحاد الشغل أن تفلس تونس؟

انتقد الخبير الإقتصادي والمالي عز الدين سعيدان ما جاء في وثيقة قرطاج 2 وعدم امكانية ايجاد حلول للأزمة التي تعيشها تونس وفق لما تضمنته.

وقال في ميدي شو اليوم الإثنين 14 ماي 2018 إنّ الحوار الدائر حاليا نتيجته اضاعة وقت ثمين على تونس، معتبرا أنّ  الوضع لا يحتمل هذا الحوار وهذه المقاربة الخاطئة التي لا يمكن أن تأتي بحلول.

وأشار إلى أنّ المسائل الواردة في الوثيقة لا تناقشها مثل هذه اللجان المعلن عنها بل تناقش صلب الإدارة التونسية.

وشدّد على ضرورة أن يسبق الإصلاح تقييم الوضع الحالي وأنّه يجب أن توقّع كل الأطراف على هذا التقييم.

وحذّر سعيدان من الإقتصاد التونسي في وضع نزيف وأنّ كل المؤشرات تؤكد ذلك. وأضاف ''نحن في وضع وصاية صندوق النقد الدولي... وتقارير صندوق النقد يؤكد ذلك''.

وأوضح أنّ التقييم المقبل للبنك الدولي لا يخص القسط الرابع من القرض الذي أبرمته تونس مع الصندوق بل يخصّ القرض برمته، متسائلا ''ما هم فاعلون (المسؤولون والحكومة) لو علّق البنك الدولي الإقتراض؟''
وحذّر من تداعيات عدم وعي المسؤولين بخطورة الوضع وأنّ النجاة لن تكون ممكنة اذا لم نغير التمشي. واعتبر انّ التغيير والنجاح لا يتم إلاّ من قبل أشخاص لا يهمها سوى مصلحة تونس مهما كانت انعكاساتها، أي أشخاص لا يعنيهم مستقبلهم السياسي وقاعدتهم الإنتخابية.

اصلاح الوضع لا يتطلّب سوى ممارسة رئيس الحكومة لصلاحياته

واعتبر ضيف ميدي شو أنّ اصلاح الوضع لا يتطلّب سوى ممارسة رئيس الحكومة لصلاحياته. وقال في هذا الخصوص ''لو تم تطبيق الدستور كما هو ، بغض النظر عن هناته،  لما كان وضعنا كما هو الآن''.

وأكّد أنّ الدسور يعطي لرئيس الحكومة كل الصلاحيات لتطبيق السياسات مهما كانت موجعة، داعيا اياه أن يضع نصب عينيه مصلحة تونس وليس مستقبله السياسي.

وبشأن معارضة بعض الأطراف لعدد من الإصلاحات من بينها اتحاد الشغل الذي يعارض خوصصة المؤسسات العمومية وجملة من الإجراءات الأخرى، قال سعيدان : ''هل يقبل اتحاد الشغل أن تفلس تونس؟''

وتابع بأنّ اتحاد الشغل وطني ولا عتقد أنّه سيقبل بذلك لو أنّه تمّ اقناعه بضرورة القيام بإصلاحات وتطبيقها وانقاذ الإقتصاد الوطني.

ودعا إلى تصور السيناريو الذي قد تعيشه تونس لو بلغت مرحلة تلقي املاءات الدائنين الأجانب وبيع المؤسسات العمومية بخسارة تحت الضغط لمستثمرين أجانب.

وأضاف ''أخطر وضع قد نبلغه هو اعادة جدولة الديون... تونس لم تتأخر عن سداد ديونها وهو مكسب يساوى الكثير''.